الأحد، 27 أكتوبر 2013

ولادة عسيرة الجزء الثاني




الأوضاع بدأت تسوء أكثر فأكثر ، خاصة بعد الشجار العنيف

الذي حدث مع والدتي في شهر فبراير بعيد الحب،

كنا قد اتفقنا مسبقا أنا وسارا أننا سنقضي تلك الليلة معا،

وهذا فعلا ما حصل لكن في صباح اليوم التالي ،

اتصلت علي والدتي وكانت حانقة بشكل كبير ، تتمتم بكلمات غير مفهومة ،

بين كلمة أنا أموت ، وكلمة تعالي بسرعة ،

ومن ثم تنهداتها تطغى على كل شيء، اضطررت أن أترك سارا وأعود إلى المنزل

ولم أتمكن حتى من تبديل بيجامتي، كنت خائفة أن مكروها أصاب والدتي ..

وعندما وصلت إلى المنزل ، أجدها تشاهد التلفاز وتتحدث 

إلى الهاتف مع صديقة لها .. انصدمت جدا
من المشهد ، ودخلت إلى حجرتي وأغلقت على نفسي حتى أبكي بحرقة ،

كادت تصيبني بحادث سيارة من شدة الخوف وهي في الحقيقة كانت

تؤدي دورها في التمثيلية السخيفة حتى أعود إلى المنزل ..

جاءت للتحدث معي بعدها بساعة لتبرر تلك التمثيلية،

وتزيد الطين بلة بجملة : احنا ما عندنا بنات تنام برع البيت!
أنا : شو يمه ؟ صار لي أكثر من خمس سنين عادي تخليني أروح

أبات عند ربيعاتي القراب وقت ما أبي ،

ما كان شرطج ساعتها إنج تعرفين البنت عدل ؟

طيب سارا تعرفين كل شي عنها ، 

مكان سكنها ومكان شغلها رقم تلفونها ، ورقم شغلها بعد ..
أمي : أيوة .. كان غلط وألحين بس استوعبت غلطتي !
أنا : من صجج انتي ؟ شو اللي تغير فجأة ؟
أمي : ما تغير شيء ، بس حتى الأهل يغلطون ، 

ولما يكتشفون غلطهم لازم يصلحونه .
أنا : غلط شو يمه ! عادي يعني الأصحاب يقضون وقت سوا

.. كم مرة سارا رقدت عندنا بالبيت ، شو أقولها ألحين مثلا ؟

أمي اكتشفت غلطها، ولا تجين عندي من اليوم ورايح ؟
أمي : هي غير، هي مب من ثوبنا ، ولا من تربيتنا ، 

وهي ما عندها أهل أو أصل ولا دين أساسا !
أنا : هذا رأيج بسارا يمه ؟ غريبة يعني ما قلتي هالكلام قبل،

كنتي تحبيها وتمدحيها.
أمي : وألحين قلته .. من الآخر يعني ، نومة برع البيت ما في .
أنا : تعرفين شو يمه؟ أقسم لج بهالقرآن جدامي إني من هاللحظة

ما رح أنام برع البيت ..
العلاقة تغيرت بيني وبين والدتي منذ ذلك اليوم ،

وكبرت المسافة بيننا، وأصبحت متوترة جدا..

عائلتي أيضا ضيقوا الخناق علي، أسئلة متواصلة عن كل شيء،

وانتقادات في كل لحظة..  أصبحت أنا تحت مجهر العائلة ،

تصرفاتي كلها مراقبة ، كلماتي، ملابسي، كل شيء فيني

لا يعجبهم ويستوجب التعليق.. أتعرض لتحقيق مسبق

قبل أن أذهب للبقالة لأشتري بطاطس مقرمشة وصودا..

كنت في تلك الفترة لا أرى سارا إلا نادرا ،

لأنها تعمل حتى العصر، وعندما أضطر لمقابلتها ،

سيكون لدي نصف ساعة كحد أقصى ، وطبعا في نهاية الأسبوع

أيام مقدسة لعائلتي ولا أستطيع حتى التفكير بالخروج من المنزل..

كنت أستطيع مقابلتها كل ليلة أربعاء فقط من كل أسبوع لأنني

مدعوة إلى ندوة أسبوعية لكتاب وكاتبات الإمارات،

وهذه الندوة تستغرق من ساعتين لأربع ساعات ،

وكانت أمي على علم بهذه الندوة التي ألتزم بحضورها دائما ،

وكانت فرصة ألتقي بسارا في الندوة
نتحدث قليلا دون خوف أو الاتصالات المتكررة .. أصبحت أشعر

كأنني أعيش في سجن مع والديّ وشقيقي الأكبر وأسرته

الصغيرة والخدم ، لم أكن أعمل ، ولم أكن أدرس أيضا في تلك الفترة،

والخروج إلى أي مكان هي بمثابة عمليات إنتحارية..

وأحكموا قبضتهم علي بشكل غريب..  شعور سيء عندما تشعر

أنك لم تعد تعرف عائلتك، تصرفاتهم كلها أصبحت غريبة علي تماما ،

كنت أشعر بأنني أموت في كل لحظة مئات المرات ،

لدرجة أنني لم أكن أستطيع زيارة شقيقيّ الأخرين اللذان يسكنان على

بعد دقائق من منزلنا لأن والدتي تقول أن زوجاتهما لا يستطيعان السيطرة علي.
القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت تلك الليلة المشؤومة ،

انتهت الندوة تلك الليلة في حدود الساعة التاسعة مساء ،

خرجنا وأوصلت سارا في طريقي إلى منزلها ومن ثم كنت أتحدث معها

طوال الوقت على الهاتف وأنا أقود حتى أصل إلى المنزل..

وقبل أن أصل إليه بدقائق معدودة ، اتصل علي شقيقي الأكبر على الخط

الثاني ولم أرد عليه لأنني على وشك الوصول.  وصلت إلى المنزل ،

لأفاجأ بشقيقي الأكبر واقفا عند المدخل الخارجي والشرر يتطاير من عينيه ،

أغلقت الخط مع سارا ونزلت من السيارة أتساءل ما الذي يحدث الآن ،

ولم أتمكن حتى من وضع الهاتف المحمول في الحقيبة..

سلمت عليه، وطلب مني اللحاق به إلى الملحق الخارجي حتى نتحدث ..

قلت في نفسي، خير اللهم اجعله خير .
بدأ يسألني أين كنت ؟ وردد السؤال ربما خمسة مرات،

وأنا أرد عليه بنفس الرد في كل مرة ، في ندوة الكتاب!

وتبدو الإجابة خاطئة في نظره.  بعدها بدأ يتحدث عن خيبة الأمل

التي أسببها للعائلة بسبب تصرفاتي الطائشة والمشينة وجولاتي الغير مبررة،

وبدأ يردد على مسامعي أسماء صديقاتي السابقات الإماراتيات ويتساءل

لماذا قطعت علاقتي بهن، وصداقتي الحالية بفتاة مشبوهة ومسيحية

غير محجبة ، والتي ليست من ثوبنا أبدا ، لا أدري ما مشكلة هذه

العائلة والثوب ! ألإنها ليست إماراتية أصبحت مشبوهة وبغير أخلاق؟!

منطق مريض !
لم أرد عليه أبدا لأنني كنت أرد عليه في سري: "هذه وديمة الإماراتية

التي سألتني عنها، وألححت في السؤال عنها لأنها في نظرك شريفة مكة،

قطعت علاقتي معها لأنها كانت فتاة قذرة ، ترتدي قناع التدين

وفي منتصف الليل تخرج من منزلها لتقابل رجالا في مواقف المراكز

التجارية وتمارس معهم الجنس ، هي بنفسها اعترفت لي بذلك

وكانت تشجعني على تجربة ذلك ، وكانت تؤكد لي في كل مرة

ألا أقلق فحتى وإن فقدت عذريتي فهي تعرف شخصيا طبيبة ماهرة

تستطيع إسترجاع عذريتي دون أن يكتشف أحدهم الأمر،

ألأنها ما زالت عذراء صناعيا تصبح شريفة ويجب علي مصادقتها

منذ متى يرتبط الشرف بغشاء رقيق في جسد المرأة على كل حال؟

ومنذ متى يرتبط الأخلاق بقطعة ثوب أسود أضعه على رأسي؟

ومنذ متى كان الأصل يرتبط بلون جواز السفر الذي أحمله ؟ "
كانت هذه تساؤلات تدور في ذهني ، ومازال شقيقي

يتحدث عن وديمة ومكارم أخلاق وديمة ، 

وأنا أهز رأسي كأنني أقتنع بكلامه هذا ..
بعدها انتقل إلى الحديث عن سارا ،

وبدأت أشم رائحة التهديد في كلماته ،

دون وعي مني تسللت أصابعي خفية إلى الهاتف النقال في يدي ،

ودون أن ينتبه ضغطت على زر تسجيل صوتي وبدأت أسجل

كل الكلمات البذيئة والتي كنت أشم منها رائحة أمي.
يسألني: لماذا لا أدعوها إلى الدخول إلى الإسلام ؟!
أرد عليه في نفسي: "شو دخلك إنت مسلمة وإلا يهودية وإلا ملحدة؟"
يسألني: طيب أبي أفهم هذي سارا عيلتها ما عندها غيرة أبدا ولا رجولة ؟

كيف إخوانها وأبوها تاركينها عايشة بشقة بروحها في بلد غريب،

هم ما عندهم كرامة أبدا؟
أرد عليه في نفسي: "اصبر علي شوي يا خوي ، 

بحطك قريب بنفس الموقف وساعتها رح تلقى الجواب"
وأنهى الجلسة بهذه الجملة : من الآخر أقولج يا بنت الناس،

هذي سارا علاقتج فيها تقطعينه نهائيا، أنا متأكد مليون بالمية

إنها واحد من الاثنين: إنها عاهرة تدير شبكة دعارة في شقتها

تستقبل رجال، أو إنها سحاقية مريضة وصخة ،

وفي الحالتين أنا ما أبيج تعرفينها أبدا وإلا رح تشوفين مني شيء

ما يمكن تتخيلينه ..
تمنيت في هذه اللحظة أن أقف على رجلي وأصفعه على وجهه

على كل كلمة قذرة أساء بها إلى سارا ، لكنني تمالكت نفسي،

بكل القوة التي على الأرض أجبرت نفسي أن أحافظ على هدوئي،

قمة الضعف والمهانة أن يهان أغلى شخص في حياتك

وأنت عاجز عن الدفاع عنه.. ماذا يمكن أن يحدث لي أكثر مما يحدث الآن ؟!

لكن، هو لا يدري أن كل كلمة يقولها ، وكل إساءة ، وكل تهديد ،

مسجلة بالهاتف عندي وسأرد عليهن لاحقا ..
انتهت الجلسة بعد ساعة ونصف تقريبا ، ذهبت إلى حجرتي

وأرسلت نسخة من التسجيل إلى سارا ، بعدها اتصلت بي قلت لها في كلمتين:
سارا، 

خلص، 

أنا مستعدة ، 

خلينا نطلع من هالبلد بأسرع وقت ممكن

يتبع





الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

ولادة عسيرة الجزء الأول






جالسة وحدي في المقهى الشهير "Specialty’s "  

المجاور لمحطة مونتغمري في قلب سان فرانسيسكو ..

بجانبي مشروبي المفضل "كراميل فريدو" وأمامي حاسوبي المحمول ..

لازلت لا أصدق أنني هنا ، في بعض الأحيان أتساءل فعلا

ماذا كان سيحدث لو اتخذت قرارات مختلفة في العام الماضي ،

كيف كانت ستكون حياتي الآن وأين ستكون؟ بمثل هذا اليوم في

العام الماضي ، ما كنت لأتخيل أبدا أنني سأكون هنا ،

في هذا المقهى ، وهذه المدينة الساحرة التي وقعت

في غرامها فعلا .. انتهيت من العمل قبل قليل ..

ولدي حوالي ساعتين من الزمن قبل أن أكون في الجامعة

من أجل المحاضرة القادمة .. وقررت أن أقضي هذه الساعتين

وأنا أعمل على كتابة المقالة القادمة لمجلة أصوات المثلية ..

أخذتني ذاكرتي إلى منتصف شهر يناير 2012 ..

كنت قد قابلت دكتور العظام بصحبة سارا ،

وقد أخبرني أنه يتوجب علي إجراء عملية عاجلة

من أجل إزالة العظمة الزائدة في قدمي الأيمن ، وقد تقرر

موعد العملية مع بداية شهر فبراير.. بالرغم من الخوف المتوقع

بسبب العملية ، كنت أشعر بنوع من الحزن لأنني سأضطر أن

أفارق حبيبتي سارا لمدة لا تقل عن الشهر، سألتزم فيه الفراش

في منزل والديّ .. ومن يستطيع أن يلومني؟

فقد أعتدت على قضاء أغلب الوقت مع سارا ، بحكم استقلالي التام

عن عائلتي والعيش في سكن الجامعة.. ما لم تعرفه عائلتي آنذاك ،

أنني كنت أعيش مع سارا تحت سقف واحد ، وعرفت من

خلاله معنى أن تشارك من تحب أفراحك وأحزانك ..

معنى أن حياتك لا تدور حولك أنت فقط ،

بل أن لديك مسؤوليات وواجبات، اكتشفنا مزايا بعض

وعيوب بعض .. باختصار، عرفت معنى أن أعيش مع سارا ..

كنت أفكر في هذه الأيام الصعبة التي سأعيشها بعيدا عن

هذه المشاركة وهذه الحياة ، وبعيدا عن نصفي الآخر ..

سارا فهمت ما يجول في ذهني، وحاولت تهدئتي بالقول

أنها ستأتي بزيارتي كل يوم ، وتقضي أغلب الوقت بين العمل

ومنزل عائلتي .. في تلك اللحظة بالذات شعرت بأنني محظوظة،

عائلتي تعرف سارا منذ بداية علاقتنا على أساس أنها صديقة لي،

وبالرغم أنني كنت أسمع بعض الانتقادات الساخرة عنها

في بعض الأحيان ، لأنها ليست إماراتية ، ولأنها على

حد قولهم "ليست من ثوبي" لكنني كنت مرتاحة بهذه المعرفة

فقد سهلت لي الكثير الأمور التي تخص علاقتنا معا على

امتداد هذا العامين .. لكن للأسف لم أكن أعلم ما يخبئه لي القدر ..
قبل عمليتي الجراحية بساعات قليلة ، سارا كانت في منزل عائلتي،

طلبت يومان إجازة من عملها لتكون بجانبي طيلة الوقت،

ذهبنا سويا إلى المستشفى مع والدتي وخالتي، وكانت طيلة الوقت تهتم
بي أمام عائلتي بعفوية منها، ودخلت غرفة العمليات

وخرجت وهي مازالت بانتظاري .. كانت أول من رأتها عيناي

بعد أن استفقت من المخدر ، ههه حاليا أحمد الله

أنني لم أتفوه بعبارات حمقاء من أثر البنج !  

وطيلة الوقت هي معي في غرفة العناية،

وكنت كلما أريد الذهاب إلى دورة المياة، كانت ترافقني

بكل عفوية بالإضافة إلى الممرضة وتساعدني على تلبية

احتياجاتي ، كل ذلك أمام ناظري عائلتي ..
وبعد أن خرجت من المستشفى كانت هناك .. وقضيت

الليلة الأولى معها في المنزل وهي تهتم بي ،

وتساعدني على المشي ، وتبديل ملابسي ،

وإحضار الوجبات الرئيسية لي .. وفي اليوم الثاني

عادت إلى منزلها وبدأت بعدها المشاكل مع عائلتي ..

كأن اهتمامها الطبيعي بي كان مبالغا في نظرهم ،

وبدأت خيوط الشك تنسج حولي بطريقة غريبة ..

أصبحت والدتي تنتقد سارا بطريقة يومية ، وتهنيها بأقذع العبارات ،

وكأنني أصاحب مومسا .. أصبحت تهاجمني أنا أيضا وتحاول قدر

المستطاع أن تعاملني كأنني طفلة في التاسعة ..

كانت أمامها الورقة الأخيرة ، وظنت بأن العنف والتهديدات سيغير

حقيقة أنني على علاقة مع سارا أو أنني مثلية ..

هي كانت في قرارة نفسها تظنني الملاك المعصوم عن الخطأ والشذوذ ..

وأن سارا هي الوسواس الخناس الذي سلطها الشيطان لتدنس حياتي ..

فكانت تفعل المستحيل لتبعد عني هذا الشيطان وهذا الوسواس ..

لم تكن لتصدق أو لتقتنع أبدا أنني مثلية .. ربما لأنها المرة الأولي

الذي أقع فيه في غرام امرأة ..
والدتي أصبحتُ في كل لحظة أخرج فيها من المنزل ،

تمطرني أسئلة كأنني في استجواب محقق وعندما أتأخر

دقيقة بعد الساعة الرابعة عصرا ، تفجر هاتفي المحمول

بسبب الاتصالات المتكررة، وردة الفعل هذه كانت على غير العادة أبدا ..
استيقظت صباحا ذات يوم .. لأفاجأ بصديقة والدتي المقربة

وقد أتت إلى المنزل برفقة ولدها الشاب الثلاثيني ،

وبما أن التقاليد في عائلتنا تمنع اختلاط الفتاة مع أي

رجل وإن كان قريبا لها ، استغربت جدا من طلب أمي

أن أجلس معهم في الصالة الرئيسية وأتحدث مع الشاب ..

والأغرب أنه كان يسألني عن حالي وأحوالي والدراسة ،

وأنا في غاية الدهشة .. بعد أن ذهب هو ووالدته ،
تأتي أمي إليَ إلى غرفتي ويقع بيننا الحوار التالي ..

-شو رأيج بالشاب يا ميس؟ ما شاء الله عليه ولد ناس ، 

ومحترم ، ولديه عمل ممتاز و....
-شو السالفة يمه ؟ تبين تتخلصين مني بأي طريقة ؟
-لا لا .. شو أتخلص منج؟ طبعا لا ، بس يعني في

الأخير البنت مكانها في بيت زوجها وتربي عيالها ..
-أمي! أنا ما أبي أتزوج ألحين ، ومب مستعدة نهائيا ،

محتاجة كثير وقت أكون فيه نفسي وشخصيتي ..

-اشدعوى يا ميس ، ترى رح تكونين نفسج عند ريلج ..
-تتمصخرين صح؟

المفروض انتي آخر شخص يقولي هذا الكلام ..

نسيتي الموشحة الدائمة وتذمرج بسسب أبوي لأنه

ما التزم بوعده لأبوج لما قاله إنه رح يخليج تكملين

دراستج بعد الزواج؟ انتي تزوجتي يا حرام وما كملتي الإعدادية ،

وكان عمرج 15 سنة لما ولدتي ولدج البكر؟
-أيوة .. لكن الزمن تغير ..
-أرجوج يمه، ما أبي عريس الغفلة هذا ولا غيره ..

أبي منج خدمة لما يتقدم لي أي شخص مرة ثانية

إنج ترفضينه بالنيابة عني وما له داعي تخلينه يجي

مع أهله البيت أو حتى تسألينني عن رأيي ..


بالرغم من شجاعتي .. إلا أنني كنت متخوفة جدا مما

قد يحدث لاحقا ، أعرف والدتي وأعرفها أنها عندما تقرر

أمرا لا تتردد أبدا بالوصول إليه.  والذي أكد لي هذا الموضوع

أنه لم يمر يوما واحد دون أن يذكر كلمة زواج أو عريس

في المنزل .. لدرجة أنها طلبت مني التواصل مع شاب تقدم

لي في أول سنة جامعة ورفضت حينها لأنني أخبرت والدتي أنني

مازلت صغيرة على الزواج ، والآن تريدني أن أبحث عنه وأخبره

أن يعاود التقدم لي لأنني لم أعد صغيرة .. أيعقل هذا الجنون ؟

أمي أصبحت مهووسة فعلا بأمر تزويجي بأي طريقة ،

ولم تكف عن الدعاء أمامي ومن ورائي لله حتى يرسل لي

"ولد الحلال" الذي يتزوجني بأقرب وقت ممكن، وأنها تتمنى

أن تراني بفستان الزفاف قريبا .. هي لم تعلم أن الله استجاب

لدعواتها فعلا وأرسل لي "بنت الحلال" والتي تزوجتني 

بأسرع ما كنت أظن..
عندما صارحت سارا بحادئة عريس الغفلة وعن مخاوفي ،

حاولت تهدئتي وقالت أن الأمور ستكون على ما يرام،

وأن عائلتي لن تستطيع إرغامي على شيء لا أريده ..
أجبتها بأن الموضوع ليس بالسهولة التي تتصورها ..

العائلات الخليجية ليست متحضرة كعائلتها مثلا ،

ويستطيعون تزويجي رغما عن أنفي

وقلت لها: "يا سارا تخيلي مرة دخلت غرفة أمي لقيتها ماسكة

كتالوج ستائر وتقولي تعالي اختاري ستارة لبيت الزوجية !"
سارا: "ميس ، القرار بيدكِ انتي ، سنتين ونحنا نخطط نترك البلد ونساف

ر لأمريكا وانتي كنتي مترددة وتقولي أهلكِ وأهلكِ ..

ولكِ انتي مرة نهيتي علاقتكِ فيني مرة لأنكِ قلتيلي إنو 

ما فيكي تعيشي حياة مزدوجة ، وإنكِ تفضلي ترضي

أهلكِ على سعادتكِ الشخصية ، وأنا احترمت هالشي ،

وبعد شهرين رجعتي لي وقلتي إنو عشتي أتعس شهرين

في حياتكِ كلن وما قدرتِ ترضيهن لأنهم ضلوا يطلبوا أكثر، 

نسيتي هالشي يا ميس؟"
رديت: "طبعا ما نسيت يا سارا ، أصلا بعد التجربة القاسية

اللي مريت فيهم شهرين ، قدرت أخيرا أحسم الموضوع

ورحنا أنا وانتي سوا نقدم على التأشيرة لأمريكا ،

انتي عارفة إني أنا موافقة مليون بالمية إنو نهاجر،

جواز سفري أصلا عندك من يوم اللي حصلت التأشيرة،

ورفضت أطلع على سفرات كثيرة مع عيلتي بسبب خوفي

إنهم يشوفون الفيزا اللي بجواز سفري"
سارا: "خلص يا ميس ، الموضوع تحت أمركِ كليا ،

جربتِ الطريقة الأولى وما نفعت ، وأنا ناطرة منكِ

إشارة بس ورح أترك البلد بنفس اليوم لو حابة"
ميس: "عارفة يا حبيبتي ، بس أنتظر الوقت المناسب"

يتبع