الأحد، 30 أكتوبر 2011

حرف الثاء: ثمن !!


أجل ... ثمن ... ثمن الحياة التي تدفعه لكل حركة أو شيء أو حقيقة تسعى إليه ...


وما أسوأها من لحظات عندما يكون الثمن باهظا ...


الإنسان بطبعه ،، الطبيعي في نظري ،، لا يرضى أبدا بالشيء الذي بين يديه،

لا يرضى أن يعيش في جلباب أبيه ..


بل يحاول دائما أن ينسج لنفسه جلبابا مختلفا تماما .. جلبابا راقيا باهظ الثمن ..


جلبابا يقول من نفسه لكل من حوله، أجل ، أنا هنا !!


طبعا في رأيي هذا الوضع لا ينطبق على مجتمعاتنا العربية ..

 المحافظة خصوصا ...


هي مصرة أن تعيش في جلباب أبيها وأمها وجارتها وجدها

وجدها المائة  الذي قد اهترأ وعفا عليه الزمن تماما

ولا حرج في ذلك أبدا ..

كلما حدثته عن أمر ما ... يقول لك بصرامة : لا!!

عاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا لا يسمح لنا بمثل هذا المنكر....


لكن ...


نعود للإنسان الطبيعي الذي في نظري ...

يحاول أن يكتشف ميوله وأفكاره .. ونطاق خياله وقدراته ..

الذي يحاول أن يكون كما يرى نفسه في مرآة الحمام عاريا ...

ولا يحاول أن يرتدي أقنعة مزيفة تجاري المجتمع ومن حوله ...

هذا الإنسان للأسف .. وإن بدا صادقا مع نفسه وصادقا مع الآخرين ..

 في زمن لم يعد الصدق مكان أبدا .. يدفع ثمنا باهضا جدا ...

هذا الثمن قد يكون عائلته .. أو عمله .. أو مجتمعه ..

أو قد يصل الأمر إلى أن يخسر روحه بكل سهولة ...


كم منا يذهب إلى عمله يوميا .. وهو لا يطيق مديره .. لسبب من الأسباب ...

 ربما يكون هذا المدير فظا .. أو ظالما .. أو عنصريا ..

ولا يشعر بأية عاطفة تجاهه أبدا ...

قليل من هؤلاء ..

من يقرر أن يترك عمله لمجرد أنه يشعر أنه غير متأقلم في بيئة عدوانية كهذه ...

قليل منا من يذهب لمديره في صباح اليوم التالي ويقول: أنا لا أستطيع التعامل معك ..

 وأعتقد أنه من الأفضل أن أقدم على استقالتي ..

هذا الرجل ببساطة .. قد قرر ان يدفع الثمن .. مقابل راحة باله واستقراره النفسي ..

قليل منا يعرف بالضبط ماذا يريد ؟ وكيف يصل إليه ... بغض النظر مع التيار ..

أم عكس التيار ...

لكنه على قناعة تامة أن هذا هو ما يريده بالضبط وسيسعى إليه ..

 لأنه ببساطة يرى سعادته وراحة باله فيها ...

المصيبة .. عندما يتبنى هذا الإنسان قناعة ما تجرح في المجتمع ..

 وفي إيمانه وأفكاره ... هنا يدفع هذا الإنسان ثمنا غاليا ..

يجد نفسه .. بلا أصدقاء .. بلا عائلة ...  بلا مؤيدين أبدا  ..


يجد نفسه خسر كل شيء ...

يجد نفسه وحيدا ...

هل هذه الوحدة تعني أنه على خطأ؟

هل الطريق السليم .. هو الطريق الذي يسلكه الغلبة؟

وهل يا ترى تستحق قناعته هذا الثمن؟؟


جودي أبوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق