الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

حرف التاء : تيارات الحياة

بالنسبة لي .. فالعيش .. هو أن تصمد في وجه التيارات القادمة إليك بينما أنت في عرض المحيط

ولا يحميك سوى قطعة خشبية ..  لا حول لها ولا قوة...

لا معنى للحياة أبدا .. إن لم تعرف معنى للمجازفة .. إن لم تعرف متى تغامر ... كيف تكتشف ذاتك  بحق . .

 

لا معنى لوجودي أبدا .. إن انعزلت عن كل المحيطين بي .. ورضيت بقدري ..

 وجلست متربعة في وسط غرفة نومي ...

أسوأ ما تعلمته في المدرسة هي درس القضاء والقدر : لا أدري ما الذي كانت تحاول تلك المعلمة التعيسة إيصاله لنا ..

بعد قضاء أسبوع كامل .. لم نستنتج بعد هل الإنسان مخير أم ميسر؟ لو مخير ، لماذا يقال لنا أن كل شي مكتوب ...

ولو هو مسير، إذن لماذا هناك سياسة الثواب والعقاب؟؟

لا علينا من كل هذه الأمور ... أنا شخصيا تعلمت من تجارب حياتي .. أن الإنسان لا يتحكم في الأمور الكونية ..

لا يتحكم في الزلازل والبراكين .. ولا بفصول السنة .. ولا بسير الكوكاب والمجرات .... 

وبما أنه جزء لا يتجزأ من هذا الكون ... فهو لا يد له في يوم ولادته .. ويوم وفاته ..

 ولا هويته ولا لونه ولا شكله ولا ميوله الجنسية ...

لكن ما عدا ذلك .. فهو له الحرية الكامل للاختيار .. يختار ديانه .. يختار بمن يرتبط ... 

يختار كل شيء يتعلق بمصير حياته  .. وأحلامه وطموحه وجنونه ... 

ولابد أن يسخر كل طاقته ليصل إلى ما يصبو له ... 

لابد أن لا يقف عند أي شيء .. ويقول لا : أنا لا أستطيع فعل ذلك

بالطبع ربما أكون مجنونة في نظركم ...

فكيف لا نمتنع من فعل شيء وينسى التيارات القادمة إليه من حين لآخر ...

تيار المجتمع ... تيار الأهل ... تيار الأصدقاء .... تيار الدين ... تيار الحكومة ... تيار القانوون ...

 والقائمة تطول ...

جميعنا محاطين بتيارات هائلة ... لكن متى ما حاصرت نفسك تحت تأثير هذه التيارات ..

أصبحت لا شيء ... أجل لا شيء ...

فما الفرق الذي ستحدثه في الإنسانية .. إن منعت نفسك من الحلم ..

من التجربة ... من التفكير ... من البحث ... من الجنون؟؟

لن نحدث فرقا بكل تأكيد ... سنكون كغيرنا تماما ..

مجرد كائنات ترتدي زيا موحدا... مبرمجة فقط لتتناسل وتتكاسل وتأكل ...

العكس تماما سيحدث ... لو واجهت هذه التيارات ولم تستسلم لها ..

وجعلت عقلك هو المحرك الرئيس لأفعالك ...

عندها فقط ... ستكون تمثال الحرية الجديد التي تستنار بها الأمم

لو نظرنا حولنا من علماء وأدباء وسياسين .. ومخترعين ... عظماء ...

 كلهم .. كانوا مختلفين يوما ما ..

 كلهم حاربهم الناس .. واتهمهم بالجنون  والزندقة وغرابة الأطوار ...

لكن هؤلاء المجانين غرباء الأطوار

 هم من أضاءوا لنا حياتنا ... وهم من أركبونا سيارات وطائرات وصواريخ ...

وهم من قالوا لنا أننا نعيش في كوكب دائري وغير مسطح....

إذن ... فلا بأس من أن تسبح ضد اتجاه هذه التيارات أحيانا  ..

لا بأس أن تقول لا : لست مقتنعا بذلك  أبدا .. 

أن تبحث عن نفسك وعن ميولك .. وأحلامك .. أن تسبح بحرية في أي اتجاه تريد...

هذا إن كنت تريد أن تترك بصمة على هذا الكوكب الدائري يوما ما  

  

جودي أبوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق