الاثنين، 23 ديسمبر 2013

رسالة الكترونية





عزيزي جيمي ..

أعلم أنك نائم في هذه اللحظة ..


وأعلم أنه يحتم علي الانتظار حتى تستيقظ لأبدأ بالثرثرة ..


لكن ألا ترى معي أنه حان الأوان لكي ننقل صداقتنا


الالكترونية للمرحلة التالية ؟


ففارق التوقيت بيننا يقتلني أحيانا ..


لا أعرف كيف أستطيع أن أكتم أخباري الجديدة


وتذمري .. وجنوني .. حتى يجمعنا اللقاء القادم ..


وما إن نلتقي حتى يبدأ العد التنازلي من جديد ..


قررت اليوم أن أكسر القاعدة ..


وسأبدأ الآن بالثرثرة .. والفضفضة ..


وأكتب كل ما يجول خاطري من كلمات


ولن أقلق من تأخرك في الرد ..


ولن أرقب الهاتف في انتظار أن تتغير حالة كلماتي


من D إلى R


لأنني حينها أعرف أنه خلال ثوان فقط سأتلقى الرد ..


سأرسل كلماتي الليلة ولن أنتظر الرد .. 


لن أفعل صدقني ..


حسنا ..


أنت تبدأ المحادثة دوما بسؤالي : كيف كان يومي؟


مممم كيف كان يومي يا ترى ؟


كان سيء .. كنت في مزاج سيء


وكنت أشعر بالحزن والألم طيلة الوقت

لا أعرف ما الذي يحدث لنا نحن المثليين العرب ..


محكوم علينا أن لا أعرف طعم الرحمة أبدا ..


محكوم علينا بالسجن خوفا .. بالموت رعبا .. 


بالهروب من أنفسنا


صديقتي المقربة اليوم .. اكتشف طليقها أنها مثلية  ويهددها


بأن يفضحها أمام الملأ وأمام عائلتها .. وأمام طفلها ذو العامين ..


ويحرمها منه .. ومن تربيته ..


اتصلت بي .. وكانت تبكي .. 


كانت تبكي حزنا على طفلها الذي 


على وشك أن تفارقه رغما عنها ..


أين العدالة ؟ أين أنت يا الله لو كنت فعلا موجودا ..


أيرضيك هذا الذي يحدث؟


ما هي الخيارات التي لديها ؟


لا شيء .. 


لإنها لو لم تتنازل عن حضانة طفلها برغبتها فمصيرها السجن


والفضيحة ..


وإن فعلت .. فهذا يعني أنها لن ترى فلذة كبدها من جديد ..


بين مصير سيء ومصير مشؤوم ..


لم أر في حياتي أما تحب طفلها كما رأيتها تفعل


لم أعرف إنسانة لا تطيق الحياة دون وليدها مثلها ..


آااه ثم آااه ..


ما ذنبها هي في كل هذا ؟


في هذه اللحظة، أنا أكره العالم العربي والعقول العربية


والتخلف العربي .. والقوانين العربية .. والشرف العربي


والرجولة العربية..


جيمي .. مشاعري مهيجة ألما عليها ..


وعلى كل مضطهد، في بلده وبين عائلته..


على كل مختلف لا يستطيع الاندماج مع مجتمعه


وعلى كل من قرر أن يسبح عكس التيار ..


فخسر احترام المحيطين به


ولا أعرف ما الذي يمكنني فعله ..




صديقتك الإلكترونية


جودي أبوت 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق