عزيزي جيمي، يا صاحب الظل الطويل ..
أشكرك جدا على ردك السريع والأكثر من رائع .. سعدت جدا
بقراءة كل كلمة كتبها لي كمراهقة استلمت للتو أول رسالة من عشيقها السري..
قبل أن أجيبك على أسئلتك .. أود أن أعقب بالحديث عن يومك أنت..
تبا للزكام .. ولكل الأمراض الموسمية التي تسقطنا صرعى
الإرهاق والتقلبات المزاجية والكسل..
أتمنى أن تكون قد تخلصت من أثار البرد نهائيا وأصبحت معافى
نشيطا تسبقك الابتسامة يا صديقي ..
أنا سعيدة لأنني أصبحت جزءا من نهارك .. وجزءا من ليلتك ..
بالرغم أن فارق التوقيت يقتلنا معا ..
إلا أن هذه الجرعات الصغيرة اليومية تخدر كل أطرافي ..
وسعيدة أنا أكثر لأنك قد استطعت أن تعرف الجزء الآخر من جودي بعد قراءتك
للأجزاء الأربعة .. بعض الكلمات أقوى من أن تستوعبها
كل تطبيقات الهاتف .. بعض الحكايات قد اعتادت أن تكون صامتة
مركونة في مدونات لا تحتاج إلى تعليقات .. أو وجوه تعبيرية يا عزيزي ..
وكذلك هي حكايتي ..
ذلك اليوم ذهبنا إلى تلك المدينة الساحرة نعم ، برفقة زوجتي ..
ورفقة صديقان لنا أحدهما أصبحت تعرفه وقد سألت عنه ولنسميه الصديق "واو" ..
البداية كانت هادئة .. كنت أتوقع أن تكون رحلة لا بأس بها كخلاصة تجاربي مع واو ..
واو باختصار هو صديق جيد .. يحاول جهده أن يكون بجانبنا متى ما كنت أنا وزوجتي
في حاجته .. شاركنا أغلب المناسبات والإجازات الرسمية .. ونحن ممتنين لوجوده
جدا .. مشكلته فقط أنه شخص سلبي جدا .. يتذمر دائما .. وينتقد دائما ..
ويحبذ أن يلعب دور الضحية دائما .. ونظرته للحياة وللبشر سوداوية جدا ..
باختصار يذكرني بأمي!!
أعرف أن لا وجود لصديق مثالي أبدا .. لكن وجودك بجانب أشخاص سوداويين
قد تدمر لحظاتك السعيدة .. ولهذا كان من الحكمة ألا أتوقع أن تسير الرحلة
على ما يرام .. حتى نكون ممتنين لأي شيء يحصل ..
لربما تتساءل الأن لماذا قبلنا بالذهاب في رحلة أتوقع ألا نستمتع فيها من الأساس؟
معك حق، فسؤالك مشروع ..
الإجابة هو أنني وزوجتي ما زلنا نتمرن على قول لا لأي دعوة من الأصدقاء ..
أو من أصدقاء محتملين .. ربما كان السبب هو اختلاف المجتمع ..
أو شعورنا بالوحدة في قارة عظيمة .. لا أدري الإجابة تحديدا ،
لكن أعدك أننا سنتمكن من قولها قريبا جدا ..
حسنا .. البداية كانت هادئة .. رحلة دامت ساعتين في السيارة ..
شعرت بتوعك بسيط خلال الساعة الأولى .. لأنني أعاني من اضطراب السفر بالسيارة ،
خصوصا عندما أجلس في المقعد الخلفي ، ولهذا السبب تبادلنا المقاعد
أنا والصديق الآخر ، لأجلس بجانب واو في الساعة الأخرى من الرحلة ..
وبدأنا بالتذمر .. ههههههه ساعة كاملة أنا بجانبه وهو يتذمر مني
لأنني أراسلك على الهاتف ، وبعدها يتذمر لأن زوجتي تتحدث مع الصديق الآخر ..
في البداية كنت أظنه يمزح ، لكنني رأيت الانزعاج في عينيه
فاضطررت أن أترك الهاتف بعيدا ، وأشاركه التذمر من أحاديث زوجتي
مع صديقنا الجانبية ..
لربما معه حق، لا أدري، ما رأيك أنت ؟
وصلنا إلى المدينة الساحرة .. كانت المناظر خلابة والأجواء تقشعر لها الأبدان ..
جبال ، وغابات .. وشواطئ البحر .. تخيل .. جميعهم في صورة واحدة مميزة ..
زرنا مناطق سياحية مختلفة قرابة الثلاث الساعات وتناولنا وجبة الغداء
على شاطئ البحر .. ومن ثم شاهدنا سويا منظر الغروب علي الشاطئ ..
آااااه .. يا جيمي .. تعود ذاكرتي إلى عشر سنين مضت لأخر مرة شاهدت فيها
منظر الغروب على البحر .. عندما كنت أعيش مع عائلتي في منزل يطل تماما
على شاطئ البحر ،لا أدري إن كنت قد أخبرتك سابقا أنني أعشق البحر جدا...
عند غروب الشمس .. كان الموقف ساحر ومهيب .. لحظتها صمتنا جميعا ..
لكي نتمنى أمنية والشمس تغرب بين يدي ربها ،
أقصد أن الشمس تذهب إلى النصف الأخر من الكوكب حتى تستيقظ أنت!
لكنني لم أجد أمنية واحدة .. كل ما كنت أتمناه يوما قد تحقق ،
حياة حرة مليئة بالحب...
بعد الغروب ذهبنا إلى مطعم ريفي لكي نتناول وجبة العشاء ..
آه نسيت أن أخبرك .. أنني قضيت كل ذلك الوقت وأنا أسمع تذمرات
واااو من كل شئ .. ليس مني طبعا هههه فهاتفي كان قد خجل شخصيا
من تذمراته وأعلن أنه علي شحنه إن كنت أرغب في استمرار التواصل معك ..
لكنك طبعا نائم في كل الأحوال ..
عندما كنا في المطعم .. كان مازال يتذمر .. زوجتي وصديقنا لا يكفا عن التحدث ..
هما لا يهمهمان وكان يستطيع مشاركتهم الحديث إن رغب ..
لا أعرف ما هي مشكلته .. لكن يبدو أنه يعاني من خطب ما !
الذي زاد من بلل الطين ، أنه بطريقة عفوية قام بحركة ما تدل
على انزعاجه منهما .. هذه الحركة أشعلت فتيلا كان خافتا داخلي ..
تضايقت جدا .. انزعجت جدا .. كنت على وشك الصراخ في وجهه
لكنني منعت نفسي من أية ردة فعل يذكر .. لكن الشيطان داخلي
لم يعرف الرحمة أبدا ..
وهكذا كانت رحلتي ذلك اليوم .. استمر إنزعاجي وغضبي حتى عودتنا
إلى المنزل .. كنت منزعجة .. كنت حزينة لكنني كنت أضحك ..
وكنت أتحدث حتى لا أفسد الرحلة على الجميع كما حصل معي ..
وصلت إلى المنزل .. دخنت سيجارة واحدة على غير العادة ..
بكيت قليلا ثم استحممت .. تحدثت معك باقتضاب ..
ثم احتضنت الوسادة ونمت حالمة بغد أفضل ..
لربما عرفت الآن .. لماذا لم أتحدث معك مطولا كعادتي تلك الليلة ..
هذه كانت حكاية تلك الرحلة ..
ملاحظة .. أتمنى أن تكون قد قرأت الجزء الخامس كما طلبت مني ..
مودتي وقبلاتي ..
جودي أبوت