الخميس، 31 مايو 2012

طفل الخمسين




من الأشياء التي أثلجت صدري في هذه الولاية ، الروح المرحة الإيجابية لكبار السن

في أمريكا بشكل عام ، وفي قرية كونكورد بشكل خاص ..

شيء رائع .. شعور لا يوصف أبدا .. في كل مكان تجد كبار السن يعيشون حياة طبيعية

حياة شابة إيجابية سعيدة .. ذهبت يوما ما إلى إحدى المكتبات العامة،

فوجدت الموظفة التي تقوم بترتيب الكتب وإعادتها إلى أماكنها بين الرفوف وهي تجر

عربة الكتب أمامها امرأة تقارب الثمانين من العمر دون مبالغة .. بالكاد تستطيع المشي

وظهرها منحني تبتسم لي وهي ترى على وجهي علامات الدهشة والحيرة وهي تظنني

ضائعة أبحث عن كتاب ما .. فتسألني "May I Help you please?"

بالرغم أنني في الحقيقة لست ضائعة بل مندهشة من وجودها في ذلك المكان وذلك

العمل تحديدا ..

استرجعت بذاكرتي ، جدتي التي تقارب السبعين من العمر، وهي تجلس على الكنبة

المخصصة لها في الصالة، القرآن الكريم بين يديها وتنادي بعمتي المطلقة التي تعيش

معها بعد طلاقها، تحثها على إحضار غدائها على طاولة مخصصة لها لأنها لا

تجلس مثلنا على الأرض ، وطبعا تحضر معها وعاء صغير لتغسل يديها قبل الأكل ..

"لا تخافوا على جدتي الحبيبة، فهي خمسة وخميسة عليها لا تعاني من أي مرض ،

وصحتها ما شاء الله، تحسد عليه من بين كل أقاربنا " لكن البروتوكل الشرقي

ينادي أن المرأة في هذا العمر يجب أن تستمتع بكبر سنها على الكرسي ولا تتزحزح

منه، وكل شيء سيأتي إليها بكل تأكيد .. هم يرونه احتراما وتبجيلا لإمرأة قضت الثلث

الأول من حياتها تربي وتنجب أطفال كل عام ، عملت في المنزل والخارج تخدم الجميع،

فلنكافئها بأن نجعلها تقضي الربع الأخير من حياتها وهي تمثال صامت في المنزل،

حالها حال الأثاث، تنتظر أن يرأف عليها أطفالها أو الخادمة بالطعام والشراب والملبس

والأدوية "طبعا هذه هي الصورة المثالية لكل امراة دخلت سن الخمسين"،

تريد أن تتقاعد من العمل والتربية والتبرج ، والطلعات والأعراس، وتبدأ باستغفار ربها

ومسح ذنوب الشباب وتهيئة الزاد لعالمها الآخر الذي ستذهب إليه قريبا ،

وكأنها في شبابها ضمنت أن هذا اليوم المجيد لن يأتي ويسرقها .. وتبدأ محاضراتها

المعتادة للأحفاد بالالتزام ، حتى يكون مصريهم أجمل ما يتخيله المرء.

"يدتي حبيبتي، خلينا نعيش ونشوف الحياة مثل ما عشتي إنتي ،

حلال عليج وحرام علينا مثلا ؟"


طيب، ماذا عن جدي ؟


جدي الغالي والد أبي .. الله يديم عليه الصحة والعافية والعمر المديد .. يستعيد شبابه

بالزواج من فتيات تصغره بعقود.. لأنه على حد قوله ، يشعر بالوحدة ، "طيب الوحدة

علاجه الزواج من بنات في عمر بناتك مثلا؟ حرام تظلمهن في هذه الحياة "

أو ربما لأنه لم يعد يشعر أن جدتي تقوم بمطالبه كزوجة على أكمل وجه في أيامها

الأخيرة معا. من يعلم؟




بصراحة لم أعد أفهم سبب هوس بعض الرجال بالزواج بعد سن الخمسين ،

أهي المراهقة المتأخرة ؟ أم محاولة يائسة مثيرة للشفقة لاستعادة أمجاد سابقة،

وشباب مزيف لم يعد له وجود؟

لن أظلم كل الرجال ، بعضهم يعيش وفيا ، يعيش في إطار عمره الحقيقي ولا يبالغ،

مثلا جدي والد أمي، توفيت زوجته قبل عشرة أعوام ، وما زال يعيش على ذكراها ،

لكنه يعيش في عالم آخر، عالم من الكآبة والوحدة والبؤس واليأس من الحياة ..



تغلبني دموعي عندما أرى الحزن في عينيه ، حزن العالم بأسره ، وكأنه في كل لحظة

ينادي عزرائيل ليخرجه من هذا العالم الظالم ، الأسود .. يعيش على الهامش، ينتظر هو

دوره لكي يزوره أحد أبنائه لكي يعطف عليه بكلمة ،

لدرجة أنهم أصبحوا يتناوبون في استقباله في منازلهم، حتى لا تقتله الوحدة ،

كل شهر يقضيه عند أحدهم، وبالرغم أن أبنائه وأحفاده حوله دائما ،

إلا أنه يعيش غربة دائمة وسواد تقتل الناظر إليه ..

وكأنه بنى لنفسه سجن من خيوط وهمية يقتات عليه..



"ما الأمر يا جماعة الخير؟ يعني حنا العرب ما نعرف الوسطية ؟

يا نعيش شبابنا بزيادة، يا نقعد نطق باب المقبرة نقوله تعال خذنا واللي يسلمك؟

مفرطين دائما لأبعد الحدود ..




أحببت ما رأيته هنا ، كبار في السن مستقلين بذاتهم ، لا ينتظرون معروفا من أحد.

يعيشون حياتهم لحظة بلحظة، تجدهم في كل مكان المراقص والمكتبات والحدائق ،

ترى الأمل في أعينهم ، يقرأون يتعلمون ، يضحكون ، لا شيء يموت أبدا داخلهم ..

القرية التي تزوجنا فيها أنا وحبيبتي تعتبر من القرى الذي يعتبر أغلب سكانه

من كبار السن ،، طوال فترة إقامتنا هناك لم نر طفلا واحدا ، حتى أثناء السفر، كبار

السن مسافرين وحدهم، وهم في أبهى حلة ، يقرأون ويستمتعون بالنبيذ!

المطاعم والمكتبات والمحلات يديره أشخاص فوق الخمسين ، تقاعدوا من عملهم ،

وانتقلوا للضاحية ليعيشوا في الصباح على الأعمال التطوعية والوظائف المتوافرة ..

مكتب التزويج "Concord Town House" أغلبهم كبار السن ، وفي المساء ..

ما أجمله من مساء .. يستمتعون ، يعرفون كيف يستمتعون بكل لحظة ..

انظروا إلى هذه الصورة ، هذه كانت ليلة زواجنا ، صادف أنهم أقاموا حفلة

جاز في بهو الفندق، وبما أن زوجتي من عشاق الجاز، قررنا حضور الحفلة ،

وصعقنا عندما رأينا الفرقة الموسيقية بأكملها كبار سن فوق الستين سنة كما هي واضحة

في الصورة، حتى الحضور كلهم كبار في السن، كنا وزوجتي أصغر اثنين بالحفلة ،

وكأننا قادمين من كوكب آخر والمغنية أيضا تبدو في عمر جدتي الحبيبة ، لا واتضح في

نهاية الحفلة أنها زوجة عازف الجاز في الفرقة.. وقاما بتقبيل بعضهما بحرارة بعد

انتهاء الحفلة..




ألا تبعث هذه الصورة بالحياة؟ بالسعادة والأمل ؟!

شعور جميل جدا أتمنى أن أعيشه وأصل إليه يوما ما ، مع زوجتي الحبيبة طبعا ،

أريد أن أعمر معها ، أستمتع بالحب والسعادة في كل لحظة من حياتنا ..

ولا ينطفئ هذا اللهيب ، وهذه المشاعر في أنفسنا ..

والأهم، ألا ينطفئ رغبتنا في الحياة والحب حتى آخر لحظة من عمرنا ..

وأن أواظب دائما على النظر إلى عينيها مباشرة وأقول لها : زوجتي أنا أحبكِ ،

وسعادتي هي دوما معكِ!

الأربعاء، 30 مايو 2012

مبروك جالك قلق !!

بصراحة ما كنت ناوية أكتب بوست ، بس حبيبتي اضطرت تطلع مشوار ،

وأنا علقت شوي مع شغلة البيت ..


وبعدين حسيت إني أبي أفضفض شوي .. قلت خليني ألجأ للمدونة أحسن بلا هبل :)


بصراحة أنا متوترة وااايد واااااايد .. برشا برشا .. كثير كثير .. هواية هواااااية 

 .. حيل حيييييل

بكرة عندي جلسة .. لأني مقدمة على لجوء .. يعني قرار مصيري جدا ..

أتمنى إنهم يوافقون عليه ، على الأقل الواحد يحس بالإستقرار ..

بعيدا عن الخوف والتربص ..

ما أعرف شو أقول .. بس أنا رسمت خط لحياتي ، أبي أمشي عليها ،،

وأخاف أنصدم بأي شيء يحبطني

أنا مستعدة لكل شي .. وحاطة أسوأ الإحتمالات .. خصوصا من أهلي ..
متأكدة مليون بالمية إنهم يوما ما رح يصحون من سباتهم العميق ..

ورح يعرفون ساعتها إن بنتهم في النصف الثاني من الكرة الأرضية ولازم ترجع ..

قبل لا تسسب لنا فضايح .. وبصمة عار .. ويا خوفي من أهلي لو صحوا من النوم ..

ولهالسبب، ما أقدر أحتمي غير بالحكومة .. غير بالبلد إللي لجأت له ،

وأنا كلي أمل إنهم يساعدوني ..


يمدون لي يدهم عشان أقدر أوقف من جديد .. عشان أعرف أعيش باستقرار ..

عشان أقدر أبني حياة مستقلة ..


وعيلة من اختياري أنا .. مب من اختيار المجتمع والظروف ..


أنا إنسان .. وبحكم إنسانيتي .. من حقي إني أعيش .. من حقي إني أختار ..

من حقي إني أقرر وأعترض ..

دقات قلبي تتسارع .. وحاسة إني بكل لحظة أتنفس بصعوبة ..

الخوف مب من الرفض بس ..

الخوف من الموقف بحد ذاته .. تحس إنك محكوم بالإعدام .. ماعرف ...
اتخذت قرارات كثيرة مصيرية ف آخر 6 شهور من حياتي ،

وباقي آخر خطوة .. باقي يتحدد مصيري

باقي أحس بالأمان بعد ما ذقت طعم الحرية ..

باقي ساعات ... والساعة أحسها واقفة ما تمشي ..

ماعرف كيف رح أقدر أنام الليلة ..

محتاجة معجزة عشان تعدي هال12 ساعة الجاية بسرعة البرق وأرجع

أتنفس من جديد ..









الخميس، 24 مايو 2012

كلمات متقاطعة !


يا جماعة حد يفهمني شو قصة أمريكا مع الكلمات المتقاطعة؟؟!

كلما أحاول أن أجد جوابا للسؤال، أضيع في دهشتي وتساؤلاتي ..

كنت أعتقد أنني وزوجتي من عشاق الكلمات المتقاطعة عندما اندثرت

هذه اللعبة منذ عقد أو عقدين .. أنا وهي ما زلنا نفرح كطفلين صغيرين ما إن تقع

عينينا على عمود الكلمات المتقاطعة في أية جريدة وإن كانت بالية ..

نبحث بسرعة على قلم حبر ونبدأ نتبارز بحلها ، كنت متيقنة أن لا أحد يفعل

ذلك غيرنا  .. حتى أنني كنت أأسف على مؤسسات الجرائد لاستهلاكها

الحبر يوميا حتى تطبع لعبة كلمات لن يتطلع عليها أحد وتكون مصيرها في

أقرب سلة مهملات بجانب قشور البرتقال والبطاطس!

قبل أسابيع من يوم سفرنا من الإمارات إلى سان فرانسيسكو،

اشترينا كتابين مخصصين لهذه اللعبة ، حتى نتسلى بها

في الرحلة الطويلة .. وأيضا لأننا لن نتمكن من إيجاد كتب عربية ..

"والله العظيم أفتقد الكتب العربية في هالبلد !!" 

المهم انقضت الرحلة الطويلة كاملة دون أن نمسك حتى أحد الكتابين !!

من فرط التعب والإنهاك والحالة النفسية السيئة

ولهذا، في يوم رحلتنا إلى كونكورد للزواج ، "عملنا حسابنا ناخذ اللعبة المسكينة معنا"

وكانت الصدمة ، إن كل ركاب الطائرة معهم كلمات متقاطعة ، الرحلة استغرقت 6

ساعات تقريبا ، ترانزيت في ولاية "أريزونا " ، وخلال ال4 رحلات ، ذهابا وعودة،،

الركاب من أمامي وخلفي ، ومن يميني ويساري كلهم يلعبون كلمات متقاطعة ، 

 كبارا وصغارا ، نساء ورجالا دون تمييز ..

بعضهم جلبوا معهم قصاصات اللعبة من الجرائد اليومية ، وبعضهم معهم كتب

مخصصة  للكلمات المتقاطعة مثل حالتنا .. وبعضهم منزلين برنامج اللعبة على جهاز

الآيباد ويحلونه ديجيتال "بصراحة أول مرة أشوف برنامج الكتروني لهذه اللعبة"

تخيلوا؟!!

بجد، كانت مصادفة مسلية ، وكنت أنا وزوجتي سعيدات بهذه المشاركة الروحية في

الكلمات المتقاطعة :)




 من الأشياء التي أثلجت صدري في هذه الولاية ، الروح المرحة الإيجابية لكبار السن

في أمريكا بشكل عام ، وفي قرية كونكورد بشكل خاص ..

شيء رائع .. شعور لا يوصف أبدا .. في كل مكان تجد كبار السن يعيشون حياة طبيعية

حياة شابة إيجابية سعيدة .. ذهبت يوما ما إلى إحدى المكتبات العامة، 

فوجدت الموظفة التي تقوم بترتيب الكتب وإعادتها إلى أماكنها بين الرفوف وهي تجر

عربة الكتب أمامها امرأة تقارب الثمانين من العمر دون مبالغة .. بالكاد تستطيع المشي

وظهرها منحني تبتسم لي وهي ترى على وجهي علامات الدهشة والحيرة وهي تظنني

ضائعة أبحث عن كتاب ما .. فتسألني "May I Help you please?"

 بالرغم أنني في الحقيقة لست ضائعة بل مندهشة من وجودها في ذلك المكان وذلك

العمل تحديدا ..

استرجعت بذاكرتي ، جدتي التي تقارب السبعين من العمر، وهي تجلس على الكنبة

المخصصة لها في الصالة، القرآن الكريم بين يديها  وتنادي بعمتي المطلقة التي تعيش

معها بعد طلاقها،  تحثها على إحضار غدائها على طاولة مخصصة لها لأنها لا

تجلس مثلنا على الأرض ، وطبعا تحضر معها وعاء صغير لتغسل يديها قبل الأكل ..

"لا تخافوا على جدتي الحبيبة، فهي خمسة وخميسة عليها لا تعاني من أي مرض ،

وصحتها ما شاء الله، تحسد عليه من بين كل أقاربنا "   لكن البروتوكل الشرقي

ينادي أن المرأة في هذا العمر يجب أن تستمتع بكبر سنها على الكرسي ولا تتزحزح

منه، وكل شيء سيأتي إليها بكل تأكيد .. هم يرونه احتراما وتبجيلا لإمرأة قضت الثلث

الأول من حياتها تربي وتنجب أطفال كل عام ، عملت في المنزل والخارج تخدم الجميع،

فلنكافئها بأن نجعلها تقضي الربع الأخير من حياتها وهي تمثال صامت في المنزل،

حالها حال الأثاث، تنتظر أن يرأف عليها أطفالها أو الخادمة بالطعام والشراب والملبس

 والأدوية  "طبعا هذه هي الصورة المثالية لكل امراة دخلت سن الخمسين"،

 تريد أن تتقاعد من العمل والتربية والتبرج ، والطلعات والأعراس، وتبدأ باستغفار ربها

ومسح ذنوب الشباب وتهيئة الزاد لعالمها الآخر الذي ستذهب إليه قريبا ،

وكأنها في شبابها ضمنت أن هذا اليوم المجيد لن يأتي ويسرقها .. وتبدأ محاضراتها

المعتادة للأحفاد بالالتزام ، حتى يكون مصريهم أجمل ما يتخيله المرء.

"يدتي حبيبتي، خلينا نعيش ونشوف الحياة مثل ما عشتي إنتي ،

حلال عليج وحرام علينا مثلا ؟"


طيب، ماذا عن جدي ؟


جدي الغالي والد أبي .. الله يديم عليه الصحة والعافية والعمر المديد .. يستعيد شبابه

بالزواج من فتيات تصغره بعقود.. لأنه على حد قوله ،  يشعر بالوحدة ، "طيب الوحدة

علاجه الزواج من بنات في عمر بناتك مثلا؟ حرام تظلمهن في هذه الحياة " 

أو ربما لأنه لم يعد يشعر أن جدتي تقوم بمطالبه كزوجة على أكمل وجه في أيامها

الأخيرة معا. من يعلم؟




بصراحة لم أعد أفهم سبب هوس بعض الرجال بالزواج بعد سن الخمسين ،

أهي المراهقة المتأخرة ؟ أم محاولة يائسة مثيرة للشفقة لاستعادة أمجاد سابقة،

وشباب مزيف لم يعد له وجود؟
  
لن أظلم كل الرجال ، بعضهم يعيش وفيا ، يعيش في إطار عمره الحقيقي ولا يبالغ،

مثلا جدي والد أمي، توفيت زوجته قبل عشرة أعوام ، وما زال يعيش على ذكراها ،

لكنه يعيش في عالم آخر، عالم من الكآبة والوحدة والبؤس واليأس من الحياة ..



تغلبني دموعي عندما أرى الحزن في عينيه ، حزن العالم بأسره ، وكأنه في كل لحظة

ينادي عزرائيل ليخرجه من هذا العالم الظالم ، الأسود .. يعيش على الهامش، ينتظر هو

دوره لكي يزوره أحد أبنائه لكي يعطف عليه بكلمة ،

لدرجة أنهم أصبحوا يتناوبون في استقباله في منازلهم، حتى لا تقتله الوحدة ،

كل شهر يقضيه عند أحدهم، وبالرغم أن أبنائه وأحفاده حوله دائما ،

إلا أنه يعيش غربة دائمة وسواد تقتل الناظر إليه ..

وكأنه بنى لنفسه سجن من خيوط وهمية يقتات عليه..



"ما الأمر يا جماعة الخير؟ يعني حنا العرب  ما نعرف الوسطية ؟

يا نعيش شبابنا بزيادة، يا نقعد نطق باب المقبرة نقوله تعال خذنا واللي يسلمك؟ 

مفرطين دائما لأبعد الحدود ..




أحببت ما رأيته هنا ،  كبار في السن مستقلين بذاتهم ، لا ينتظرون معروفا من أحد.

 يعيشون حياتهم لحظة بلحظة، تجدهم في كل مكان المراقص والمكتبات والحدائق ،

ترى الأمل في أعينهم ، يقرأون يتعلمون ، يضحكون ، لا شيء يموت أبدا داخلهم ..

القرية التي تزوجنا فيها أنا وحبيبتي تعتبر من القرى الذي يعتبر أغلب سكانه

من كبار السن ،، طوال فترة إقامتنا هناك لم نر طفلا واحدا ، حتى أثناء السفر، كبار

السن مسافرين وحدهم، وهم في أبهى حلة ، يقرأون ويستمتعون بالنبيذ!

المطاعم والمكتبات والمحلات يديره أشخاص فوق الخمسين ، تقاعدوا من عملهم ،

وانتقلوا للضاحية ليعيشوا في الصباح على الأعمال التطوعية والوظائف المتوافرة ..

مكتب التزويج "Concord Town House" أغلبهم كبار السن ، وفي المساء ..

ما أجمله من مساء .. يستمتعون ، يعرفون كيف يستمتعون بكل لحظة ..

انظروا إلى هذه الصورة ، هذه كانت ليلة زواجنا ، صادف أنهم أقاموا حفلة

جاز في بهو الفندق، وبما أن زوجتي من عشاق الجاز، قررنا حضور الحفلة ،

وصعقنا عندما رأينا الفرقة الموسيقية بأكملها كبار سن فوق الستين سنة كما هي واضحة

في الصورة، حتى الحضور كلهم كبار في السن، كنا وزوجتي أصغر اثنين بالحفلة ،

وكأننا قادمين من كوكب آخر والمغنية أيضا تبدو في عمر جدتي  الحبيبة ، لا واتضح في

نهاية الحفلة أنها زوجة عازف الجاز في الفرقة.. وقاما بتقبيل بعضهما بحرارة بعد

 انتهاء الحفلة..




ألا تبعث هذه الصورة بالحياة؟ بالسعادة والأمل ؟!

شعور جميل جدا أتمنى أن أعيشه وأصل إليه يوما ما ، مع زوجتي الحبيبة طبعا ،

أريد أن أعمر معها ، أستمتع بالحب والسعادة في كل لحظة من حياتنا ..

ولا ينطفئ هذا اللهيب ، وهذه المشاعر في أنفسنا ..

والأهم، ألا ينطفئ رغبتنا في الحياة والحب حتى آخر لحظة من عمرنا ..

وأن أواظب دائما على النظر إلى عينيها مباشرة وأقول لها : زوجتي أنا أحبكِ ،

 وسعادتي هي دوما معكِ!

الاثنين، 21 مايو 2012

القصة الثانية: حلم؟!



جالسة وحدي على كرسي متحرك، تجره ممرضة شقراء في أواسط العمر.. نحيلة ووجهها أقرب من صورة طفل أجنبي الذي تراه على عبوة البامبرز، في بهو واسع داخل "هيريتيدج هاوس" للمسنين في شلبيفيل بولاية إنديانا الأمريكية ..
تحدثني باللغة الإنجليزية: أترغبين في نزهة قصيرة حول الحديقة؟هززت رأسي بالنفي وقلت لها: خذيني إلى غرفتي من فضلك.
 اصطحبتني معها إلى الغرفة وتركتني على الكرسي المتحرك بالقرب من السرير، رفعت رأسي وقلت لها: شكرا لك، دعيني وحدي في الغرفة، متى ما احتجتكِ سأستدعيكِ...
قالت باقتضاب: كما تشائين، لكنني سآتي إليكِ بعد ساعة زمنية لأعطيكِ أدويتكِ قبل موعد الغداء..
ابتسمت لي وخرجتْ من الغرفة.. 
       ألقيت نظرة على كل شيء حولي ... سريري الخشبي الصغير والذي عليه عدد من المخدات البيضاء... بجانبه طاولة صغيرة تحمل أدوية عدة: لضغط الدم، السكري، القلب، ومضاد الاكتئاب ومسكنات للألم بالإضافة إلى محارم ورقية وإبريق ماء زجاجي... وجال بصري إلى الكنبة البنية الموضوعة في الطرف المقابل للسرير.. الذي لم أتمكن يوما من الجلوس عليه ولن أفعل أبدا .. وتسريحة صغيرة بالقرب من النافذة التي تطل على الحديقة ولم أضع عليها سوى كريم "فازلين" وقنينة عطر قديمة لا توجد بها سوى قطرات قليلة أحتفظت بها منذ سنوات... بالإضافة إلى عدة إطارات لصور خاصة لنفس الشخص مرتبة أفقيا بجانب بعضهم تحمل ذكريات أليمة... وضعت كلتا يدي بصعوبة على عجلتي الكرسي ودفعته حتى أصل إلى طرف التسريحة... عاجزة أنا عن تحريك النصف الأيسر من جسدي بعد إصابتي بشلل نصفي إثر تعرضي لانهيار عصبي قبل عدة سنوات... مددت يدي اليمنى وأخذت الصور واحدة تلو الأخرى أتأملهم بعمق.. كانت الصور لشاب في أواخر العشرينات بشرته بيضاء وعيناه عسليتان وشعره أسود فاحم، تضخ نضارة ورجولة، لطالما ظنت الممرضة أنه ابني ... أغلقت عينيَ وأنا أحتضن صورته بين يدي اللتان عفا عنهما الزمن وامتلآ بالتجاعيد.. يحكيا مأساة حقيقية.. يا إلهي!! مرت ثلاث عقود منذ أن رأيتُ حبيبي لآخر مرة .. أذكر كيف انفصلنا بصورة أليمة وبشعة بسبب أنانيتي.. انفصلنا وابتدأت مأساتي فلم أعد أملك سببا للعيش، ودمرت بكلتا يدي أجمل ما قد حدث لي في هذا الوجود.. أين هو الآن يا ترى؟؟ أتراه في الولايات المتحدة كما كنا نحلم أن نعيش معا دوما؟ أنا حققت هذا الحلم المبتور.. وأتيتُ إلى هنا وحدي .. كان من المفترض أن نعيش سويا ما تبقى لنا من العمر ونحقق كل الطموحات والأحلام التي لطالما راودتنا، لم أحقق شيئا للأسف.. حتى مجيئي إلى هنا كان وأنا ذليلة واطئة الرأس والهامة.. هربت من منزل والديَ عندما أجبراني على الزواج ما إن أقبلت على الثلاثين على ابن عمي .. لم يتقبلا رفضي لكل العرسان.. خسرته قبل ذلك بأعوام  لكني لم أشأ أن يلمسني أحد غيره .. وفشلت في أن أعشق غيره.. ففؤادي لم يتعلم النبض إلا من أجله... اضطررت إلى السفر ولم أجد غير هذا البلد أفر إليه.. وكأنني كنت على قناعة تامة بأنني سأجده هنا وأرتمي بين أحضانه .. لكنها كانت مجرد أحلام يقظة تعبت من العيش فيها.. لم يأتيني أي أخبار عن والديَ ولم أر حبيبي .. انقطعتُ تماما عن هذه الدنيا ... ولم يبق لي سوى هذه الغرفة .. هذه الغرفة أصبحت عالمي من بعده.. مأتمي وموكب أحزاني وأفراحي... كله هنا بين جدران هذه الغرفة الصغيرة... أنا حبيسة ذكرياتك أنت فقط.. لم أستطع فعل شيء أبدا بعدك، لأنك أنت من كنت تلهمني وتبث فيَ كل المشاعر والقوة .. لا أدري كيف وصلتُ إلى هنا فعلا.. أكان الشلل هو السبب؟ والذي أجبرني على القعود بعدما عجزت على تلبية كافة رغباتي الشخصية.. والوحدة الذي كنت أعيشها لدرجة أنني كنت في كل مرة أجدد فيه عقد إقامتي في الشقة أبحث عن مكان جديد يأويني حتى لا أبقى حبيسة الوحدة والغربة والفراغ العاطفي حتى أصبت بذلك الانهيار اللعين والذي أفقدني حواسي وقدرتي على الحركة... ليت الزمن يعود بي إلى الوراء إلى ذلك اليوم المشؤوم .. حتى أقبل يديك وقدميك وأسألك العفو .. ليتني أستطيع رؤية وجهك مرة أخيرة قبل أن يأخذ الله ما تبقى بي من روح... حتى أقول لك: أريدك أنت فقط ولا يهمني العالم بأسره ولا الفوارق الاجتماعية أو الدينية .. فبفراقك أنت سينتهي حياتي.. وتتوقف أنفاسي.. وتحكم علي الدنيا بالفناء .. بالضياع .. بالتعاسة حتى آخر العمر..       
    شعرتُ بيد باردة تلامس أصابعي.. أصابني بقشعريرة لذيذة لم أشعر بها فترة طويلة.. فتحتُ عينيَ ببطء شديد وصعقت وأنا أراه أمامي متعجبا من شرودي.  ماذا تفعل هنا يا حبيبي؟ أيعقل أنك وجدتني أخيرا؟ لكنك كما أنت شابا تلفحني رجولة! أيعقل أنني أصبحتُ أحدّث طيفا بعد هذا العمر؟  ما الذي يحدث؟ طيب ، أين هو كرسيّ المتحرك؟ كيف يعقل ذلك؟ أأنا في حلم غريب الآن أم أنني كنت قد قضيت أعواما أحلم؟ أم أن الله حقق أمنيتي أخيرا وبعثني بين أحضانه من جديد؟ 
جودي أبوت

أدونيس





علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار أدونيس شاعر سوري

 ولد عام 1930 بقرية قصابين التابعة لمدينة جبلة في سوريا.

تبنى اسم أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية)

 الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948.

متزوج من الأديبة خالدة سعيد ولهما ابنتان: أرواد ونينار.

 

أدونيس لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة.

حفظ القرآن على يد أبيه، كما حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى.

وفي ربيع 1944, ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام شكري القوتلي،

رئيس الجمهورية السورية حينذاك، والذي كان في زيارة للمنطقة.

نالت قصيدته الإعجاب، فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في طرطوس،

 فقطع مراحل الدراسة قفزاً, وتخرج من جامعة دمشق متخصصاً في الفلسفة

 سنة 1954.

التحق بالخدمة العسكرية عام 1954, وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة

بسبب انتمائه -وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تركه تنظيميا

عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956, حيث التقى بالشاعر يوسف الخال,

 وأصدرا معاً مجلة شعر في مطلع عام 1957.

ثم أصدر أدونيس مجلة مواقف بين عامي 1969 و 1994.

درّس في الجامعة اللبنانية, ونال درجة الدكتوراة في الأدب عام 1973

من جامعة القديس يوسف, وأثارت أطروحته الثابت والمتحول سجالاً طويلاً.

يعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل.

فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي

يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على

الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبداً عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها

النحوية.

استطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية. ومنذ مدةٍ طويلة،

يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب.

كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحداً من أكثر الكتاب العرب إسهاما في

المجالات الفكرية والنقدية بالإضافة لإتقانه الرسم وخاصة بالكولاج.

صدرت بعض الدراسات النقدية عن إنتاج أدونيس الأدبي،

ومنها كتاب بعنوان أدونيس بين النقاد قدمه المفكر العربي العالمي إدوارد سعيد

 فيه بأنه الشاعر العربي العالمي الأول.

 كتب كثيرة تناولته بالنقد والتجريح، وكتب كثيرة وصفته محاوراً.

رغم ترشيحه المتكرر من قبل بعض المؤسسات الثقافية لنيل جائزة نوبل،

 إلا أنه لم يحصل عليها.


إصداراته:
قصائد أولى ط 1، دار مجلة شعر بيروت، 1957
ط 3، دار العودة، بيروت، 1970
ط 4 ، دار العودة، بيروت 1971
طبعة جديدة، دار الآداب، بيروت، 1988
أوراق في الريح، ط أ دار مجلة شعر بيروت، 1958
ط 2، دار مجلة شعر بيروت 1963
ط3 ، دار العودة، بيروت 1970
ط 4، دار العودة، بيروت 1971
طبعة جديدة، دار الآداب بيروت 1988
أغاني مهيار الدمشقي، ط 1 ، دار مجلة شعر، بيروت، 1961
ط 2، د ا ر ا لعود ة، بيروت 1970
ط 3، دار العودة، بيروت 1971
طبعة جديدة دار الآداب بيروت 1988
كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل
ط أ، المكتبة العصرية، بيروت 1965
ط 2 ، دار العودة، بيروت 1970
طبعة جديدة، دار الآداب بيروت 1988
المسرح والمرايا، ط 1 دار الآداب، بيروت 1968
طبعة جديدة، دار الآداب، بيروت 1988
وقت بين الرماد والورد، ط 1، دار العودة بيروت 1970
طبعة جديدة، دار الآداب، بيروت 1980
هذا هو اسمي، دار الآداب بيروت 1980
مفرد بصيغة الجمع، ط 4، دار العودة بيروت 1977
طبعة جديدة، دار الآداب بيروت 1988
كتاب القصائد الخمس، ط 1، دار العودة بيروت 1979
كتاب الحصار، دار الآداب بيروت 1985
شهوة تتقدم في خرائط المادة، دار توبقال للنشر الدار البيضاء 1987
احتفاء بالأشياء الواضحة الغامضة دار الآداب، بيروت 1988
أبجدية ثانية دار توبقال البيضاء 1994
الكتاب أمس المكان الآن - دار الساقي بيروت لندن 1995

مختارات من شعر يوسف الخال، دار مجلة شعر بيروت، 1962
ديوان الشعر العربي الكتاب الأول، المكتبة العصرية بيروت 1964
الكتاب الثاني، المكتبة العصرية، بيروت 1964
الكتاب الثالث، المكتبة العصرية، بيروت 1968
مختارات من شعر السياب، دار الآداب بيروت 1967
مختارات من شعر شوقي (مع مقدمة) دار العلم للملايين بيروت 1982
مختارات من شعر الرصافي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982
مختارات من الكواكبي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982
مختارات من محمد عبده (مع مقدمة) دار الحلم للملايين، بيروت 1983
مختارات من محمد رشيد رضى (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983
مختارات من شعر الزهاوي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983

مسرح جورج شحادة
حكاية فاسكو، وزارة الإعلام الكويت 1972
السيد بوبل، وزارة الأعلام الكويت 1972
مهاجر بريسبان، وزارة الإعلام الكويت 1973
البنفسج وزارة الإعلام الكويت 1973
السفر، وزارة الإعلام الكويت 1975
سهرة الأمثال، وزارة الإعلام الكويت 1975
الأعمال الشعرية الكاملة لسان جون بيرس
منارات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، د مشق 1976
منفى، وقصائد أخرى، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق 1978
مسرح راسين
فيدر ومأساة طيبة أو الشقيقان العدوان، وزارة الإعلام، الكويت 1979
الأعمال الشعرية الكاملة لإيف بونفوا، وزارة الثقافة، دمشق 1986
الأعمال الشعرية الكاملة ديوان أدونيس، ط 1 دار العودة بيروت 1971
ط 2 ، دار العودة، بيروت 1975
ط 3، دار العودة، بيروت 1985
الأعمال الشعرية الكاملة، دار العودة بيروت 1985. ط 5، دار العودة بيروت 1988
مقدمة للشعر العربي، ط 1، دار العودة، بيروت، 1971
ط 5 ، دار الفكر، بيروت، 1986
زمن الشعر، ط 1، دار العودة، بيروت 1972
ط 3، دار الفكر، بيروت، 1979
الثابت والمتحول، بحث في الإتباع والإبداع عند العرب
الطبعة السابعة (طبعة جديدة، مزيدة ومنقحة في أربعة أجزاء)،

الأصول
تأصيل الأصول
صدمة الحداثة وسلطة الموروث الديني
صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري دار الساقي،
فاتحة لنهايات القرن، الطعبة الأولى، دار العودة بيروت 1980
سياسة الشعر، دار الآداب، بيروت 1985
الشعرية العربية، دار الآداب، بيروت 1985
كلام البدايات، دار الآداب، بيروت '1990
الصوفية و السوريالية، دار الساقي، بيروت، 1992
النص القرآني و آفاق الكتابة، دار الآداب، بيروت 1993
النظام والكلام، دار الآداب، بيروت 1993
هاأنت أيها الوقت، دار الآداب، بيروت 1993. سيرة ثقافية.@

جائزة الشعر السوري اللبناني - منتدى الشعر الدولي في بيتسبورغ -أمريكا - 1971
جائزة جان مارليو للآداب الاجنبية _ فرنسا _ 1993
جائزة فيرونيا سيتا دي فيامو روما _ ايطاليا 1994 _
جائزة ناظم حكمت _ اسطنبول _ 1995
جائزة البحر المتوسط للأدب الاجنبي _ باريس
و جائزة المنتدى الثقافي اللبناني _ باريس 1997 جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر1998
جائزة نونينو للشعر - ايطاليا 1998
جائزة ليريسي بيا _ ايطاليا _ 2000


مسز جودي أبوت

قضيت الأسبوع الماضي كله في ولاية ماساتشوستس في قرية صغيرة
اسمها كونكورد وذلك لكي أستطيع الزواج!


الغريب في الموضوع أنني أعيش في سان فرانسيسكو " مدينة المثليين"

وكما تقول لي صديقة أمريكية مغايرة أنها غاضبة جدا لأنها لا تجد

أصدقاء حميميين في سان فرانسيسكو لأن الرجال هنا على حد قولها كلهم جايز!!

مثليين!! 

الوضع طبيعي جدا في هذه المدينة أن تجد فتاتين تقبلا بعضهما في الشارع أو المكتبة

العامة أو في المواصلات أو حتى في الحدائق العامة، لا أحد يستنكر إمساك شابين

مثليين يديَ بعضهما وهما يسيران في الأماكن العامة .. في كل منطقة تجد مؤسسة أو

مركز اجتماعي خاص بالمثليين فقط ، وتجد العلم الذي يرمز إلى المثلية بألوان القوس

قزح.. تقريبا في كل مكان !!



لكن عندما تقرر أن تتوج هذه العلاقة المثلية بالزواج الشرعي .. فأمامك ثلاث خيارات

لا رابع لهم : إما أن تسافر على إحدى الولايات التالية،

ولاية ماساتشوستس، ولاية نيويورك ، ولاية آيوا ، ولاية فيرمونت ، مقاطعة كولومبيا ، ولاية واشنطن، ولاية نيوهامبشير أو ولاية كونيتيكت..

الخيار الثاني هو أن تنتظر إلى أجل غير مسمى إباحة الزواج المثلي في ولاية

كاليفورنيا .. 

أو الخيار الأخير وهو الشراكة المدنية ، أو civil union



لكنني وزوجتي قررنا أن نختار ولاية ماساتشوستس وسافرنا إلى هناك وقضينا أسبوعا

كاملا في قرية كونكورد لإتمام إجراءات ومراسيم الزواج كاملا..







نزلنا في فندق رائع جدا وتاريخي اسمه Colonial Condcord Inn




وعن نفسي أحببت كثيرا هذه القرية ، تشعر بطاقة إيجابية غريبة في المكان ..

 الكل يبتسم .. الحياة تضحك في وجهك  الخضرة والأشجار في كل مكان ..

تشعر بتاريخ حافل .. المباني قديمة .. والقبور تاريخية تعود القرن السادس عشر ..

التماثيل في كل مكان ..تعود للمستعمرين الأمريكين والبريطانين  ..

القرية هي متحف طبيعي ..تاريخه يتحدث نفسه بنفسه .. أيام الإستيطان الأوروبي قام

نحو عشر عائلات الإنجليزية "سيمون ويلارد،  ومستثمرين في تجارة الفراء،

واثنين من وزراء البروتستانتي، بيتر بالكلي وجون جونز"  بإنشاء قرية كونكورد 

التي تبلغ مساحتها ستة أميال تم شراؤها من السكان الأصليين...

هذه هي بلدة الرسمية الأولى في المناطق الداخلية من مستعمرة خليج ماساتشوستس

 فوق مياه المد.. 



زرنا أيضا المكتبة العامة لكونكورد .. وبصراحة هي أجمل مكتبة عامة زرتها حتى

الآن ، مواطني كونكورد افتتحوا هذه المكتبة  في أكتوبر، 1873. ويقع عند تقاطع

 الشارع الرئيسي لكونكورد  وطريق سادباري التي تأسست المكتبة من خلال كرم

ورؤية وليام مونرو، من مواليد كونكورد الذي حقق ثروة كبيرة في البضائع الجافة

والمنسوجات وبعد التقاعد وضعت الرغبة في استخدم ثروته المتراكمة لصالح المدينة

حيث كان قد ولد وترعرع... قدم مونرو أموال لبناء مبنى المكتبة وكان العقل المدبر

 لتفاصيل البناء والتشغيل.  وأتت هذه المكتبة  تلبية لاحتياجات القراء وتضم مئات

المعلومات من السكان المحليين وزوار كونكورد، وكانت بمثابة حجر الزاوية في حياة

 المجتمع.

وليام مونرو كان يعتقد في البداية أن يقدم في وصيته لمكتبة مدينة كونكورد ..


مكتبة كونكورد في العام الأول لم يكن لديها مبنى خاص بها. مع مرور الوقت،

جاء مونرو أن تشعر بأن كونكورد، مع إرثها التاريخي والأدبي، وتستحق ما هو

أفضل .. مكتبة التي من شأنها أن تعكس بصدق ثقافة وأهمية المدينة.
قدمنا طلب الزواج  مبنى حكومي اسمه "Concord Town House" ،




وأدينا القسم أمام كاتبة العدل.. وبعد ثلاثة أيام أتى القاضي الشرعي إلى الفندق

 يقوم بتزويجنا رسميا  ويعلننا زوجة وزوجة .. وكانت من أجمل أيام حياتي ..

الأربعاء، 16 مايو 2012

i just want to spend my life with you







Like a dream you can't explain

Love can chase the bidding of your heart

Like the sunshine in the rain

Love can make your whole world fall apart

But i want it now

I just wanna spend my life with you

Time will show me how

Suddenly everything has turned me inside out

Suddenly loves the thing that I can't live

 without

You're my dream, my love, my life,

I just wanna spend my lfe with you

You're the one who makes me smile
 
I just wanna spend my life with you

Gotta love somehow

I just wanna spend my life with you

You can show me how

Suddenly everything has turned me inside out

Suddenly loves the thing that I can't live

 without

You're my dream my love, my life,

I just wanna spend my life with you

You're the one who makes me smile

I just wanna spend my lfe with you.

What have you done to me

Is this how it's meant to be?

Can't control this feeling in my heart

I can see paradise

Glowing inside your eyes

And I know you feel it in your heart

But I want it now

I just wanna spend my life with you

Time will show me how

Suddenly everything has turned me inside out

Suddenly loves the thing that I can't live

  without

You're my dream, my love, my life,

I just wanna spend my life with you

You're the one who makes me smile

I just wanna spend my life with you

Oh... Love is a crazy thing

Something that you wanna see

And the worlds like deep inside your soul

When somebody comes along

Together you sing this song

You just let the music take control

And I want it now

I just wanna spend my life with you

Time will show me how

Suddenly everything has turned me inside out

Suddenly loves a thing that I can't live

 without

You're my dream, my love, my life,

I just wanna spend my life with you

You're the one who makes me smile

I just wanna spend my life with you...

You...



الأربعاء، 9 مايو 2012

yes, I do




بعد أسبوع من اليوم .. سأتزوج .. أجل سأتزوج أيها الأصدقاء ..

ستكون المرأة التي أحببتها طوال العامين الماضيين زوجتي رسميا أمام الناس ..

 وأمام القضاء

كنت دوما كأي فتاة .. تحلم بفستان أبيض وطرحة من الكريستال اللامع ..

وزفة لائقة أمام حشد  وسعيد من العائلة والأصدقاء ..

تحلم ببوفيه على امتداد قاعة الزفاف .. وأن يكون كل شيء مثاليا ورمانسيا ..

ورائقا وفريدا من نوعه ..

لكن الحياة جعلتني أفهم أن الزواج الناجح ليست بكل التفاهات ..

ومصدر سعادة الزوجين لا ينبع من كل هذه المظاهر التي لا معنى لها ..

فبعد كل ذلك البذخ .. لا يجمع بينهما سوى الشقاء وانعدام المودة والاحترام ..

ولم يستفد الزوجين من هذا الزواج الأسطوري سوى ملأ معدة الحضور

الكريم بكل ما لذ وطاب





الزواج الناجح هو أن تتخلص من كبريائك من أجل من تحب ..

 الزواج الناجح هو أن تسعى لأن تمسح دموع من تحب ،

تقف بجانبه وتكون أنت إحدى قدميه إن تعثر في المشي قدما ..

الارتباط ليس بالضرورة أن تختار من هو يشابهك بكل شيء ،،

 نسخة عنك طبق الأصل .. لا أبدا

الارتباط هو أن تجد من يكمل الجوانب الناقصة فيك .. من يناقضك ويختلف عنك ..

وبسبب الحب الذي يجمع بينكما . يقدم الطرفين بعض التنازلات في آن واحد ..

حتى تصلا إلى شخص ثالث ،، لا يشبهك ولا يشبهه .. لكنه يحمل صفات الطرفين معا ..

ليكون الثالث أنت .. ليكون الثالث هو .. جسدين بقلب واحد .. ونفس واحد ..

وروح واحدة .. وحياة واحدة .. ومسيرة ورحلة واحدة


هذا هو الزواج الناجح .. وهذا هو مصدر السعادة .. وهذا بالضبط ما أسعى إليه ..

لهذا .. أوافق أن أكون شريكة حياتها .. من الآن لآخر لحظة من العمر

وهذا فقط ما يهم  .. ويغنيني عن كل شيء آخر

الاثنين، 7 مايو 2012

عيلة بعشرين نجمة !!



بصراااحة مزاجي كثير حلو اليوم .. قلت خليني أطل على مدونتي المفضلة ..

أكتب هذا الموضوع وأنا أستمع إلى أغنية ريهانا :

we found love in hopeless place

مع أن كلمات الأغنية والفيديو كليب توحيان بالحزن وانفطار القلب،

إلا أن الموسيقى تدفعني إلى الجنون .. إلى الرقص .. 

إلى الصراخ بأعلى صوت والتحرر من كل القيود النفسية والجسدية .. 

تذكرني بتلك الليلة التي تسللت فيها مع صديقي المقرب العماني

إلى ملهى ليلي صاخب بينما كانت حبيبتي مسافرة ..

ورقصنا بجنووون وشربنا حتى الثمالة .. نفقز مثل الهبل ..

 ونصرخ بأعلى صوتنا ..

وتجرأنا أيضا أن نرقص الدبكة في وسط الحلبة ...

ههههه أجل فعلنا وكان كل من حولنا ينظر إلينا نظرة غبية جدا !!!

ومن ثم نتصرف بطريقة عفوية جديدة تحررنا من كل شيء آخر ..

وكأننا وحدنا في الملهى ولا علاقة لنا بأي أحد آخر هناك ..



والمضحك أيضا .. أنني عندما خرجنا .. آتاني شابا ثملا حتى النخاع

 واستوقفني وهو يقول : "يمه!! أنا قررت أتزوج !!"

 يا عمي اجلب ويهك .. وينك انت وين ويه الزواج أصلا .. هعع هعع

كانت من أجمل الليالي فعلا .. أتمنى أن تعود يوما .. فبعد هجرتي مع حبيبتي ..

لم يعد بإمكاني أن أرى صديقي المقرب ..

أتمنى أن نلتقي بأقرب وقت ..





أنا سعيدة .. لأنني أشعر لأول مرة أنني أفعل كل شيء أتمنى فعله دون أن دخيل ..

دون أضطر أن أجامل أحدا .. أو أسمع ما يملى علي من أفعال ...

خيبة مضحكة؟؟

أجل هي خيبة مضحكة عندما ظننت لوهلة أنني سأحتاج لوقت طويل

أتخلص فيه من آلامي ومن أشواقي لعائلتي ...

أنني سأشعر بلحظات ذنب .. أو ندم ..

أنني سأتمنى في بعض الأحيان العودة إلى كنفهم وإن كان جحيما !!

"أؤلك إيه؟ دلي بتعرفو أولى من اللي متعرفوش!!"

توقعت أن تقوم القيامة ما إن يصل خبر هروبي من المنزل ..

توقعت أن أجد تهديدات .. اتصالات عشرات المرات ..

من فلان وعلان .. وأخوي أبو فلان ..

رسائل فيها أسلوب أمر تأمرني بالعودة إلى الوطن بأول طائرة

 وإلا رح أشوف شي عمري ما شفته ..

توقعت أيضا أن تصل الأمور للشرطة ،  وأن يستدعيني الانتبرول ،

وأضطر أن أعود إلى الإمارات خائبة ..

 وأنا أشعر بالعار ..

"طبعا يعني .. بنتهم راكبة طيارة من غير محرم .. للنصف الثاني من الكرة الأرضية ،

لا وإيدها بإيد ثانية اتهموها بشرفها ،

 وفي أنصاف الليالي بعد،، شو أتوقع مثلا تصفقية حارة حماسية ؟؟ 

لكن اكتشفت أنني مهووسة بالمسلسلات التركية والأفلام الهندية ..

بصراحة .. حبيبتي خافت من كثر ما عملت لها دراما .. وهولت عليها الأمور ..

وحطينا بلان بي وسي ودي وزيد حتى !!

بس خيبة مضحكة .. إني ولا ربع الربع من كل هذا صار أبدا ..

تلفوني في كل هالشهر مرة وحدة .. وشكله بالغلط ..

استلمت رسالتي .. وحدة باردة جدا .. والثانية يوصوني بصلاتي!!

"يا عمي بنتك هذي ملحدة وما تعرف متى آخر مرة صلت فيها أساسا؟!!

أسألني عن أموري وصحتي أبرك"

واتصال واحد رسمي .. يسألوني فيها وين مفتاح سيارتي ..

وبس .. الحياة تمشي .. ولا كنه فيه شي ،، وكنك يا زيد ما غزيت ..

وآخر الأخبار ، إن الأهل "ما شاء الله عليهم"

عايشين حياتهم على أكمل وجه طولا وعرضا ..

هههههههههههههههههههههههه

بجد بالنسبة لي هي خيبة مضحكة ..

توقعت الخبر رح يكون لهم كالصاعقة ، توقعتهم يصحون من سباتهم ..

ويحسون بتقصيرهم في حقي طول 25 سنة

توقعتهم يحسون بالذنب ، يسألون نفسهم على الأقل ليش بنتنا الوحيدة

 تركت البيت؟؟!!

 بس الظاهر إني جد متأثرة بالمسلسلات التركية وبحاجة لعلاج ..

بس تدرون ؟؟ أقول الحمدلله .. هالإهمال والجفاء منهم ،

ساعدني أوقف على ريولي أسرع ، وما أبكي على أطلال محروقة  

الحياة تمشي .. وكل إنسان لازم يدور على سعادته بأي ثمن ويوصل له ..

لأنه لو يقعد يفكر بالناس ،، وردات فعلهم ،،

لا رح يرضيهم ولا رح يرضي نفسه، ويكون لحظتها خسر مرتين ..

الخميس، 3 مايو 2012

حرف الحاء: حرية



أخيييييييرا   ... حرية .. الحرية التي لطالما حلمت بها




أنا في ولاية كاليفورنيا  أخيرا .. يدي في يد حبيبتي .. وزوجتي قانونيا قريبا جدا

في المواصلات العامة .. في الشوارع .. في المطاعم .. في المكتبات العامة ،

  أمسكها .. أداعبها .. أقبلها ..

لا دخل لأحد بنا .. فنحن أمامهم فقط عشاق ،

 يستمتعوا بشهر العسل وحياة العسل التي لطالما حرموا بها طوال علاقتنا ..

ما أجمل أن نعيش بلا خوف ، بلا هاجس

ما أجمل أن نرى الإحترام في عين الآخرين .. بدلا من الإستحقار والإستهجان ..

ما أروع أن تتنفس هذا الحب بكل جوارحك دون أن يؤرقك أحد ..

 دون قلق .. دون الشعور بتأنيب الضمير ..

ما أروع أن تكون أنت ، فقط أنت ، دون أقنعة ، دون أكياس سوداء ،

 دون أن تضطر أن تمثل في مسرحية ، مخرجها ومؤلفها أشخاص

لا تستطيع أن تسألها ببساطة كيف حالك ؟

أجل ، أنا تركت وطني من أجل هذه الحرية ،

لكنني لم أتخيل قط أنها لذيذة إلى هذه الدرجة ..



تذكرت ما قالته دكتورتي الفاضلة : نوال السعداوي ما قالته في أحد محاضراتها ،

أن السعادة لا تأتي أبدا إلا مع المخاطرة ، ويجب أن تسعى إليه،

وتضحي بأمور لتصل غلى مرتبة هذه السعادة،

 معها حق، فالتعاسة التي كنت أعيشها في الفترة الأخيرة

بسبب المسافة التي تبعدني عن حبيبتي كادت أن تسبب لي الجنون ،

ولو جلست رجلا على رجل، فأنه من المستحيل أن أصل إلى السعادة

طالما أنني لم أسعى لها أبدا ..



أجل ، أنا سعيدة ، وكل الأمور التي مررت بها كانت تستحق فعلا ..

أنا لا أحاول أبدا أن أبين للقارئ أنها مثالية وكاملة ،

 فلا يوجد بلد مثالي ، وسأتحدث في المرات القادمة عن هذه الأمور لكنني

منذ تلك اللحظة التي وطأت قدامي هذه المدينة ، وأنا أشعر بأنني إنسان آخر ،
يستحق الحب ، يستحق الحياة ، يستحق السعادة ،

أن يعيش الحياة والمغامرة والدخول إلى العالم الحقيقي على مصراعيها ..

وهكذا أريد أن أحيا .. وهكذا أريد أن أكون ..